تربية الصيصان: دليل شامل لإعداد وتنمية صيصان صحية وقوية

تربية الصيصان هي خطوة أساسية في عالم الدواجن، وتُعدّ المرحلة الأولى في حياة الدجاج، التي تحدد جودة ونمو الطيور لاحقاً. تُعتبر هذه المرحلة من أكثر المراحل حساسية، وتتطلب معرفة دقيقة وعناية خاصة لتحقيق أفضل النتائج. في هذا المقال سيتم تناول تربية الصيصان بالتفصيل، بدءًا من اختيار البيض، مرورًا بعملية الفقس، وصولاً إلى العناية اليومية بالصيصان حتى تصل إلى مرحلة النمو المناسب.

أهمية تربية الصيصان في الدواجن

تربية الصيصان تشكل الأساس الذي يُبنى عليه إنتاج الدواجن سواء كان من أجل اللحوم أو البيض. نجاح هذه المرحلة يعني تحسين معدلات النمو، تقليل معدل النفوق، وضمان جودة الطيور المنتجة. في حالة الإهمال أو عدم توفير الظروف المناسبة، قد تواجه المربين خسائر كبيرة بسبب ضعف الصيصان أو إصابتها بالأمراض.

اختيار البيض للتفقيس

يبدأ كل شيء باختيار البيض المناسب للتفقيس. يجب أن يكون البيض:

• سليماً وخالياً من التشققات.

• بحجم متوسط إلى كبير، حيث يرتبط حجم البيضة بصحة الصوص.

• مخزن في ظروف مناسبة (درجة حرارة حوالي 15-18 درجة مئوية ورطوبة نسبية حوالي 75%).

• لم يمر على تخزينه أكثر من أسبوعين لتجنب انخفاض نسبة الفقس.

اختيار البيض الجيد يعزز من نجاح عملية التفقيس ويزيد من نسبة الصيصان السليمة.

تجهيز الحاضنة لعملية الفقس

الحاضنة هي المكان الذي يتم فيه توفير الظروف المثالية لفقس البيض، ويجب أن تحتوي على:

• تحكم دقيق في درجة الحرارة (عادة 37.5 درجة مئوية).

• رطوبة نسبية تتراوح بين 55-60% خلال أول 18 يومًا، ثم ترفع إلى حوالي 70% في اليومين الأخيرين.

• تهوية جيدة لتوفير الأكسجين.

• آلية لقلب البيض عدة مرات يوميًا لمنع التصاق الجنين بقشرة البيضة.

إعداد الحاضنة بعناية وضبط معاييرها يضمن نمو الجنين بشكل صحيح.

عملية الفقس والعناية بالصيصان حديثة الخروج

تستغرق فترة الفقس حوالي 21 يومًا للدجاج العادي، وخلال هذه الفترة تتطور أجنة الصيصان حتى تكون جاهزة للخروج. بعد خروج الصيصان من البيض، تبدأ مرحلة حرجة جداً تتطلب عناية مركزة:

1. التجفيف والتدفئة

الصيصان حديثة الفقس تكون مبللة وضعيفة، لذلك يجب نقلها فوراً إلى منطقة دافئة وجافة، حيث توضع تحت مصادر حرارة مستقرة (مثل المصابيح الحرارية أو وحدات التدفئة) بدرجة حرارة تبدأ من 32-35 درجة مئوية، وتخفض تدريجياً مع تقدم نمو الصيصان.

2. توفير مكان مريح

يجب توفير قفص أو حظيرة نظيفة، مع فرشة مناسبة (مثل نشارة الخشب أو القش المطحون)، بحيث تكون ناعمة وتمتص الرطوبة لتجنب أمراض القدمين.

3. التغذية والماء

الصيصان تحتاج إلى ماء نظيف وعذب بشكل دائم، ويجب توفير علف خاص للصيصان يحتوي على العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات، الفيتامينات والمعادن. يبدأ استخدام علف خاص للصيصان بنسبة بروتين عالية (عادة بين 20-24%) لدعم النمو السريع.

التحكم في درجة الحرارة والرطوبة

الحرارة المثالية للصيصان تختلف حسب عمرها، وتلعب دوراً مهماً في الحفاظ على صحتها:

• من يوم الفقس حتى أسبوع: 32-35 درجة مئوية.

• من الأسبوع الثاني إلى الثالث: تخفيض تدريجي حتى 28 درجة.

• من الأسبوع الرابع فصاعداً: درجة حرارة الغرفة العادية 22-25 درجة مئوية.

أما الرطوبة فيجب أن تكون بين 50-70%، حيث تؤثر الرطوبة المنخفضة على جفاف الصيصان، والعالية تؤدي إلى مشاكل تنفسية.

الجدول الزمني للعناية بالصيصان خلال الأسابيع الأولى

التغذية المناسبة للصيصان

تغذية الصيصان هي العامل الأساسي في ضمان نمو صحي وسليم. يجب أن تتضمن التغذية:

• البروتينات: نسبة عالية لدعم نمو العضلات والأنسجة.

• الفيتامينات والمعادن: خصوصًا فيتامين A, D, E، والكالسيوم والفوسفور.

• الطاقة: من الكربوهيدرات والدهون.

• الماء: يجب أن يكون نظيفًا، وعذبًا، ومتوافرًا دائمًا.

يمكن استخدام علف تجاري مخصص للصيصان يحتوي على هذه المكونات، مع إمكانية إضافة مكملات فيتامينية إذا لزم الأمر.

العناية الصحية والوقاية من الأمراض

الصيصان عرضة للكثير من الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى نفوق جماعي في حال عدم الوقاية أو العلاج المبكر. أهم الإجراءات الصحية تشمل:

• التطعيم ضد الأمراض الشائعة مثل نيوكاسل والتهاب الكبد.

• النظافة الدائمة للقفص والأدوات المستخدمة.

• مراقبة درجة الحرارة والرطوبة لتجنب الإجهاد الحراري أو البرودة المفرطة.

• توفير تهوية جيدة بدون تيارات هوائية قوية.

• عزل الصيصان المريضة فوراً.

التعامل مع المشاكل الشائعة في تربية الصيصان

النفوق المبكر

غالباً ما يكون بسبب سوء الظروف المناخية، أو نقص التغذية، أو أمراض معدية. معالجة هذه المشاكل تبدأ بتحسين البيئة والتغذية، والتأكد من صحة الحاضنة.

أمراض الجهاز التنفسي

تنتج عن تراكم الأمونيا بسبب ضعف التهوية أو الرطوبة الزائدة. الحل يكون بزيادة التهوية وتقليل الرطوبة وتنظيف الحظيرة بانتظام.

نقص الفيتامينات

يسبب ضعف النمو وتأخر ظهور الريش، لذا يجب توفير مكملات فيتامينات إذا لوحظ ذلك.

مرحلة الانتقال من العناية الخاصة إلى التربية العامة

عندما تصل الصيصان إلى عمر 4-6 أسابيع، تبدأ تدريجياً في التكيف مع البيئة الخارجية، ويتم تخفيض درجة الحرارة تدريجياً حتى تصل إلى الظروف الطبيعية لتربية الدواجن البالغة. خلال هذه الفترة:

• يتم تغيير العلف لعلف النمو أو علف التسمين حسب الهدف.

• توسيع مساحة الحظيرة للسماح بحركة أكبر.

• الاستمرار في متابعة الحالة الصحية بشكل منتظم.

العوامل المؤثرة على نجاح تربية الصيصان

• درجة الحرارة: عامل حاسم يجب التحكم به بدقة.

• الرطوبة: تأثيرها مباشر على صحة الصيصان.

• التغذية: جودة العلف وتوفر الماء النظيف.

• النظافة: الوقاية من الأمراض تعتمد على بيئة نظيفة.

• التهوية: تهوية مناسبة لمنع تراكم الغازات الضارة.

• الإضاءة: فترة إضاءة كافية لتحفيز الصيصان على النشاط والتغذية.

خلاصة

تربية الصيصان تحتاج إلى معرفة دقيقة وتحكم مستمر في الظروف المحيطة بها من درجة حرارة ورطوبة وتغذية ورعاية صحية، لضمان إنتاج صيصان صحية وقوية. تبدأ هذه العملية باختيار البيض السليم، مرورًا بتهيئة الحاضنة المثالية، وصولاً إلى العناية اليومية الدقيقة بالصيصان حديثة الفقس. الاهتمام بكل هذه العناصر يضمن تقليل معدلات النفوق، وتحقيق نمو سريع ومتوازن للطيور، وبالتالي إنتاج دجاج عالي الجودة يناسب مختلف الاستخدامات الزراعية والتجارية.

المراجع

1. “Poultry Science and Technology” – Dr. Peter John, 2018.

2. “Modern Chicken Farming: Principles and Practices” – Agricultural Publications, 2020.